نحن نرحّب بِ"بديكتاتور

نشر من قبل: منتدى القفقاس.

5 ديسمبر/كانون الثاني 2012

ترجمة: عادل بشقوي.

سوف يصل رئيس الفيدراليّة الرّوسيّة فلاديمير بوتين إلى تركيا غدا للاجتماع مع مجلس التعاون الإستراتيجي الأعلى. ويتمثّل الهدف المحدد فيحجم تجارة مقدارها 100 مليار دولار في أعلى مستوى من العلاقات الثنائية في كلا البلدين التي تصب في مصلحة البلاد. كما نعلم من خلال تصريحات من الحكومتين ووسائل الإعلام في البلدين، فإن التوتر بين تركيا وروسيا،بسبب التصورات المختلفة للسياسة الخارجية الإقليمية، لن يؤثر على حركةالعلاقات الثنائية. الشعب التركي سوف يتابع على الأرجح هذه الزيارة وفق أجندة ترتكز على تحليل المكاسب المتبادلة للبلدين، ومقارنات من القيادات والشخصيات لكل من أردوغان وبوتين. ومع ذلك، نحن اليوم نستجمع ونرفع أصواتنا من أجل استقبال زعيم عصابة يرتدي بدلة الرئيس، في طريقة يستحقّها ولفضح هذا التعاون غير المشروع وغير الإنساني.

بوتين، الذي استعبد القوقاز بأكمله من خلال سياسته القذرة، أعلن حرباً ضد الديمقراطية بإمبراطورية الخوف خاصّته في المناطق التي يمكن أن تصلإليها يده. بوتين هو ديكتاتور قام بالتوقع على العديد من أحكام الإعدام. في حين أن الحرب الدائرة في الشيشان تكلف عشرات الآلاف من الناسليفقدوا حياتهم، فإن السياسات التي يتّبعها بوتين تخدم انتشار الحرب فيمنطقة القوقاز بأكملها بدلا من وضع حدٍ لها. وتستضيف القوقاز اليوم السجون السرية التّابعة لخدمات الأمن الفيدراليّة (FSB) حيث يجري خطف الناس وأبقاءهم سجناء لعدة أشهر تحت وطأة التعذيب ومواجهة الإعدام العشوائي. روسيا بأكملها، وشوارع موسكوبالأخص، يتم تسليمها باليد “لتكون مرتعاً” لاعتداءات عنصرية ضد القوقازيين ومواطني وسط آسيا، بينما يطرح بوتين سلطته بجرأة من خلال دعمهالمفتوح لتلك الجماعات العنصرية. الأراضي الواقعة من حدود سلسلة الجبال في أوروبا وحتّى البحار والمحيطات هي الآن خاضعة لحكم الأقلّيّةبزعامة بوتين، الذي يستخدم النزاعات في القوقاز كذريعة.

بوتين يعاقب بشدة أدنى معارضة ضده. اليوم، صور آنا بوليتسكوفسكايا (Anna Politskovskaya)، وناتاليا استميروفا (NataliaEstemirova)، وستانيسلاف ماركيلوف (Stanislav Markelov)، التي نحملها هي مجرد عدد قليل من مئات من المثقفين قتلوا خلال حكم بوتين. هؤلاء الناس لا ذنب لهم سوى انّهم ضمير الشعب في روسيا.

سياسات بوتين في القوقاز لا تترك المجال لأي معارضة مدنيّة. لذلك، فإن هذه السياسات تجر الجمهور إلى النزعة العسكرية وتسد سبل التنمية الإقليمية.

هذه البيئة الفوضوية في القوقاز الّتي جعلت سلطة بوتين مدينة لها، هيأيضا تعرقل التنمية الاجتماعية من خلال التسبب في الدمار المستمر والذبح.

تتحوّل الجمهوريات الفيدراليّة في حاكميّات إستعماريّة. وتم تعزيز جماعات المصالح الإنتهازيّة المحلية، وتستحث باستمرار الصراعات والمشاكل بين الناس عن طريق اشعال النار في المنطقة. ويجري تنظيم حملات وهمية /كاذبة  عن تاريخ وهوية المنطقة، ويجري منع قيام تماسك مع الشعب فيالشتات. كما الشراكسة في الشتات، الذين طردوا من وطنهم مع الإبادة الجماعية ويريدون تكوين اتصال مع الوطن، يواجهون العقبات التيفرضها بوتين. اليوم، فإن الشراكسة من سوريا فقط الذين لا يستطيعون الحصول على تأشيرة دخول. إن ذلك لأن بوتين يخشى من إمكانية جمع الشركس معا سواء هؤلاء الّذين يعيشون في القوقاز أو في الشتات، وإطلاقالعنان لوعيهم التاريخي والثقافي.

لهذا الغرض، فإن دورة الالعاب الاولمبية التي ستقام في سوتشي لديهاالهدف الرئيسي في تسليط الضوء على المنطقة عن طريق إخفاء الهوية الشركسية ونية التستر على الحقائق التاريخيّة.

ومع ذلك، بوتين يحمل إمبراطورية الخوف خاصّتهُ خارج حدود بلاده، ويدعم الطغاة من خلال مواجهة الديمقراطية في القوقاز وآسيا الوسطى وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط ويكافح من أجل توسيع منطقة نفوذه. انه لا يتفادى وضع قوته المالية أو العسكرية في خدمة أنشطته في دعم أو إسقاط الأنظمة. في البلدان والمناطق التي تكون فيها أدوات تدخّله محدودة،هو، نفسه، الذي يأذن وحدات المخابرات لإنشاء شبكات القتل التي تقتل الكثير من الناس. حتى الآن، 6 من اللاجئين الشيشان قتلوا على يد شبكات القتل هذه، والعديد من التهديدات، قد وقعت بما في ذلك ضد مواطنين منالجمهورية التركية.

على الرغم من سجله القذر، بوتين، الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية ضد شعبه، تتم دعوه بوصف “صديق” من قبل رئيس وزراء تركيا، اردوغان. مثل هكذا صداقة التي تغطي جرائم بوتين ضد بلده وضد الإنسانية. هذه الصداقة تضفي الشرعية على قتل طالبي اللجوء الّذي لم يبت به بعد. طالبي اللجوء الذين كانت حياتهم وسلامتهم بضمان اردوغان لكن قتلوا بأمر من بوتين. هذه الصداقة تخفي الصراعات الجارية من أجل السيادة وعلاقات المصالح الكامنة وراء هذه الصراعات. هذه الصداقة تقدم تأشيرة لدخول محطات الطاقة النووية التي يمكن أن ترسّخ لتشيرنوبيل محتمل، في حين لا تزال تداعيات نتائج  تشيرنوبيل لم يتم إصلاحها.

نود أن نُذكّر أردوغان أن العديد من الدول والقادة يمكنهم الحفاظ على استقرار العلاقات بين بلدانهم وروسيا بينما وضع مسافة في الوسط من خلال الاخذ بعين الإعتبار ليس فقط لمشاعر مواطنيها لكن أيضا لمشاعر الملايين من الناس في روسيا الّذين ينفرون من بوتين ويحلمون في روسيا جديدة.

مع هذه الصداقة، فإن أردوغان، الذي يذكر القيم والمبادئ والإنسانية في كل خطوة يتّخذها في الشرق الأوسط،، فإنّه يفقد مصداقيته الآن في سوريا ومصر وفي كافّة المناطق الجغرافية حيث يتواجد نضال من أجل الديمقراطية.

في حين أننا نعرف تمام المعرفة عن بوتين وتطبيقاته، نجتمع هنا لإعلام الجمهور في تركيا عن الوجه الحقيقي لبوتين، وأيضا من أجل تمرير ملاحظاتنا لاردوغان: قل لي من هو صديقك، فسوف أقول لك من أنت !

الموقعون:

 

Çerkes Hakları İnisiyatifi – Demokrasi İçin Çerkes Girişimi– EsKafGençKom (Eskişehir Kuzey Kafkas Kültür veDayanışma Derneği Gençlik Komisyonu) – İKKD Genç –Jıneps Gazetesi – Kafkasevi – Kafkasya Forumu – ULUKAF

Bir cevap yazın